Monday, January 2, 2012

نوادر و حكايا من العقد الفريد

<><><>  

<> <><><><><><>
حمار الطاحونة

من حمقى قريش معاوية بن مروان. فبينما هو واقف ينتظر أخاه عبد الملك ،سمع صوت رحًى تدور فاتجه نحو الصوت، حتى دخل طاحونة، عند صاحبها حمار و في عنق الحمار جلجل فالتفت اليه و قال: لم جعلت في عنق الحمار جلجلا؟ فقال ربما ادركتني سأمة أو نعسة، فاذا لم أسمع صوت الجلجل علمت أنه وقف، فصحت به، و لكل حيلة مقابلها، فقال معاوية: أرايت إن قام و حرّك رأسه، فمن معلمك أنه واقف؟
فقال صاحب الطاحونة: إنما الذكي أنا، و من لحماري بمثل ذكاء الأمير؟
<><><><><><><><><>










كان لأبي الأسود الدؤلي جارا متطفلا لايأتيه إلا وقت الطعام

فيأكل ما بين يديه ولا يترك له شيئا , وكان من طبيعة هذا المتطفل

أن يشد أبا الأسود لكلامه وهو ينشغل بالأكل ففطن أبو الأسود إلى نيته

فأتاه مرة وهو يتغدى في السوق , فجلس المتطفل بجانبه وسلم عليه

فرد أبو الأسود السلام ,

ثم قال له : إني مررتُ بأهلك

قال أبو الأسود : كذلك كان طريقك

قال : وامرأتك حبلى

قال أبو الأسود : كذلك كان عهدي بها

قال : فقد ولدت

قال أبو الأسود : كان لابد لها أن تلد

قال : ولدت غلامين

قال أبو الأسود : كذلك كانت أمها

قال : مات أحدهما

قال أبو الأسود : ما كانت تقوى على إرضاع الاثنين

قال : ثم مات الآخر

قال أبو الأسود : ما كان ليقوى على البقاء بعد موت أخيه

قال : وماتت الأم

قال أبو الأسود : ماتت حزنا على ولديها

قال : ما أطيب طعامك !

قال أبو الأسود : لذلك أكلته وحدي و والله لاذقته يا متطفل




يُحكى أن نُصيب لما أصاب من المال ما أصاب وكان عنده أم مِحجن

وكانت سوداء ، اشتاق إلى البياض فتزوج امرأة سِرية بيضاء

فغضبت أم مِحجن وغارت عليه ، فقال لها : والله يا أم مِحجن ما مثلي يُغار

عليه إني شيخٌ كبير وما مثلك يغار وإنكِ لعجوزٌ كبيرة وما أحدٍ أكرمَ عليَّ

منكِ ولا أوجبَ حقاً فلا تهتمي لهذا الأمر ولا تكدريه عليَّ فرضيت وقرت ثم قال

لها بعد ذلك : هل لكِ أن أجمع إليكِ زوجتي الجديدة فهو أصلح لذات البين

وألمُ للشعث وأبعدُ للشماتة ؟ فقالت : نعم افعل واعطاها ديناراً وقال لها :

إني أكره أن ترى بكِ خصاصة وأن تَفَضَّل عليكِ فاعملي لها إذا اصبحت عندكِ

غداءاً بهذا الدينار ثم أتى زوجته الجديدة فقال لها : إني أردتُ أن أجمعك إلى

أم مِحجن غداَ ، وهي مُكرمتك ، وأكره أن تفضل عليك أم مِحجن ، فخذي

هذا الدينار ، فأهدي لها به إذا أصبحتِ عندها غداَ ، لئلا ترى بكِ خصاصة

ولاتذكري لها الدينار ثم أتى صاحباً له يستنصحه ، فقال: إني أريد أن أجمع

زوجتي الجديدة إلى أم مِحجن غداَ ، فاتني مُسلِّماَ فإني سأستجلسك للغداء ،

فإذا تغديت فسلني عن أحبهما إليَّ ، فإني سأنفُرُ وأعظم ذلك ، فإن أبيت عليك

ألا أخبرك فاحلف عليَّ ، فلمَّا كان الغد ، زارت زوجته الجديد ، وأهدت لأم مِحجن ،

ومر صديقه فاستجلسه ، فلمَّا تغديا ، أقبل الرجل عليه : يا أبا مِحجن ، أُحبُ أن

تُخبرني عن أحبَّ زوجتيك إليك فقال : سبحان الله أتسألني عن هذا ، وهما

يسمعان ؟ ماسئل عن مثل هذا أحد ، قال : فإني أقسم عليك لتخبرني ،

فوالله لاعذرتك ، ولاأقبل ذلك ، قال : أما إذا فعلت فأحبهما إليَّ صاحبة الدينار

والله لاأزيدك على هذا شيئا ، فأعرضت كلَّ واحدة منهما تضحك ،

ونفسها مسرورة ، وهي تظن أنه عناها بذلك القول












قصة ظريفة ذهبت مثلا بين العرب قديما

يقال ( بين حانة ومانة ضاعت لحانا )

إليكم القصة ...

" تزوج رجل بامرأتين.. إحداهما اسمها "حانة" والثانية اسمها "مانة"..

وحانة كانت صغيرة السن عمرها لا يتجاوز العشرين..

بخلاف مانه التي كان عمرها يزيد عن الخمسين والشيب لعب برأسها..

فكان كلما دخل إلى حجرة حانة تنظر إلى لحيته

وتنزع منها كل شعرة بيضاء

وتقول : يصعب علي عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت ما زلت شاباً..

ويذهب عند مانة

فتمسك هي الاخرى لحيته وتنزع منها الشعر الأسود

وتقول: يكدرني أن أرى شعراً أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر..

ودام حال الرجل على هذا المنوال حتى نظر بالمرآة يوماً

فرأى بها - لحيته - نقصاً عظيماً.. فمسكها بعنف وقال :

"بين حانة ومانة ضاعت لحانا"





حذاء الطنبوري ...قصة عربية قديمة الطنبوري هذا كان تاجراً من أهل بغداد، وكان ثرياً وفي الوقت نفسه بخيلا، وكان من بخله أنه كلما انقطع من حذاءه مكان وضع فيه رقعة من جلد أو قماش , حتى أصبح الحذاء عبارة عن مجموعة من الرقع يمسك بعضها بعضاً واشتهر في بغداد كافة وعرف الجميعُ حذاءَ الطنبوري


عابه بعض أصحابه وأصرّوا عليه أن يتخلص من حذائه , فقام برمي الحذاء في مرمى القمامة وعاد إلى بيته , وفي الطريق مر بالسوق فوجد زجاجات رائعة الجمال للبيع , فأعجبته ولكنه ليس في حاجةٍ لها كما أنها غالية الثمن , فتركها وسار في طريقه , فوجد مسكاً رائعاً للبيع فأعجبه وقرر أن يشتريه ولكنه قال : لا يصلح هذا المسك إلا في تلك الزجاجات , فعاد إلى الأول واشترى منه الزجاجات , وعاد إلى الثاني واشترى منه المسك


ذهب إلى البيت ووضع المسك في الزجاجات ووضعها على رف في البيت وخرج لبعض شأنه . كان هناك رجل قد مر بجانب النفايات فرأى حذاء الطنبوري ملقىً في القمامة ولم يتصور أن الطنبوري سوف يرمي حذاءه , فقال : لعل بعض الأشقياء هو الذي فعل هذا وسوف أردها إلى الطنبوري . فأخذ الحذاء وذهب بها إلى بيت الطنبوري , فقرع الباب فلم يرد أحد عليه , فرأى النافذة مفتوحة فقذف بالحذاء من النافذة


بالطبع فهمتم ما الذي حدث …… لقد كسر الزجاجات وانسكب كل المسك على الأرض ولم يبق منه شيء


عاد الطنبوري إلى البيت فرأى كل شيء , ورأى ذلك الحذاء بجانب الزجاجات ,فقال : لعنك الله من حذاء . أخذ حذاءه وذهب بها إلى النهر وألقاها هناك


وكان هناك صياداً قد ألقى شباكه في النهر فعلقت بها حذاء الطنبوري , وعندما وجد الحذاء قال : لابد أن أصنع إليه معروفاً وأعيد إليه حذاءه


وفعلاً ذهب إلى الطنبوري وأعاد إليه الحذاء , فأخذها الطنبوري ووضعها على سطح بيته لتجف من البلل , فمر قط من سطح البيت فرأى الحذاء فظنها قطعة لحم فأخذها بفمه , فنهره الطنبوري , فهرب القط بالحذاء في فمه وأخذ يقفز فوق أسطح المنازل , فسقطت منه الحذاء على امرأة حامل فأسقطت حملها


فأخذ زوجها الحذاء وذهب إلى القاضي شاكياً من فعله الطنبوري بامرأته


بالطبع كان عذر الطنبوري غير مقنع , فحكم عليه القاضي بدية الجنين وعاقبه على فعلته وأذيته لجيرانه , وأعاد إليه الحذاء , فقال : لعنك الله من حذاء


ثم إنه قال : سوف ألقيها هذه المرة في مكان لا يصل إليها أحد . فذهب بها إلى الحش وألقاها في أحد المجاري , وعاد إلى منزله وكله فرح وسرور


مرّ يوم أو يومان فطفحت المجاري بالطريق وآذت الناس . فأتوا بعمال لتنظيف المجرى المسدود , فوجدوا حذاء الطنبوري فرفعوا أمره إلى القاضي , فحبسه وجلده على فعلته , وأعاد إليه الحذاء , فقال : لعنك الله من حذاء


فقال : ليس هناك من حل إلا بحفر حفرةً في الأرض ودفن الحذاء بها . وفعلاً في ساعة من الليل أخذ مسحاته وخرج إلى خارج البيت وأخذ يحفر في مكان بعيد بجانب جدار , فسمع الجيران صوت الحفر فظنوا أنه سارق يريد نقب الجدار , فأبلغوا الشرطة , فجاء الحرس فوجدوا الطنبوري يحفر بجانب الجدار , وعندما سألوه عن السبب , قال : لأدفن الحذاء


وبالطبع عذرٌ غير مقنع , فحبسوه إلى الصبح , ثم رفع أمره إلى القاضي , فلم يقبل من عذره وجلده وحبسه بتهمة محاولة السرقة وأعاد إليه الحذاء، فقال : لعنك الله من حذاء


فاهتدى أخيراً إلى طريقة …… ذهب إلى الحمام العام وترك الحذاء خارج الحمام وعاد إلى بيته وليأخذه من يأخذه


صادف ذلك وجود أحد الأمراء في الحمام , وقد جاء سارق وسرق حذاء الأمير , وعندما خرج الأمير لم يجد الحذاء


من أخذها ؟؟


قالوا : ننتظر وصاحب آخر حذاء هو السارق ونبحث عنه , فلم يبق إلا حذاء الطنبوري


وبالطبع لا حاجة للبحث عن السارق من يكون فقد عرفه كل أهل بغداد بهذا الحذاء


رفع أمره إلى القاضي بتهمة سرقة حذاء الأمير , فغرّمه القاضي قيمة الحذاء وجُلد وأُعيدت إليه حذاؤه , فقال : لعنك الله من حذاء


وأخيراً قال : سوف أخرج إلى خارج بغداد وأدفنها هناك


خرج إلى الصحراء , وأخذ يحفر في الأرض …… فداهمه الحرس وأخذوه إلى السجن ورفعوا أمره إلى القاضي , وجيء به إلى القاضي , فقالوا : قد عثرنا على القاتل


وكانوا قد وجدوا رجلاً مقتولاً في هذا المكان , وعندما حملوه وجدوا تحته آثار حفر , فحفروا فوجدوا كيساً من الذهب , فقالوا : إن القاتل إنما يريد الذهب ولابد أن يعود للبحث عنه، فاختبأوا وأخذوا في مراقبة المكان فجاء الطنبوري يحفر في المكان نفسه


فأقسم لهم الأيمان أنه لم يقتل أحد وأقام الشهود والبينات أنه لم يخرج من بغداد منذ زمن، وأخذ يقيم الحجج على ذلك حتى ثبتت براءته، فأطلق القاضي سراحه ولكن بعد تأديبه على إزعاجه للحرس المكلفين بمراقبة المكان بسببٍ تافهٍ جداً وهو دفن الحذاء


فقال للقاضي : يا سيدي اكتب صكاً بيني وبين هذا الحذاء أني بريءٌ منه فقد أفقرني وفعل بي الأفاعيل، وقص عليه ما تعرض له بسبب الحذاء.



No comments:

Post a Comment